تحرير نص ( عرس المجد ) للشاعر عمر أبو ريشة ... :
------لتحميل الملف اضغطالوطن لا يُعشق للاستمتاع أو التباهي .. الوطن يُِعشق مع كل خلية حبّ روحية
مع حب يبدأ و لا ينتهي ...عشق يُعرف بالتضحية و كل قطرة دم ..
تضحية ما بخل بها الشعب السوري عند خروجه ضد المحتل الفرنسي مشعلا نار
الثورات في كل ناح ، حتى نال حريته ، و خير من أرّخ لهذا اليوم الأغر الشاعر
عمر أبو ريشة عبر قصيدته ( عرس المجد ) التي رسمها بعنوان عريض
( فرحة الانتصار بجلاء المحتل عن أرض الوطن و مشيدا بالتضحيات )
نسج ثوب الفرح هذا بحروف من ذهب و عناوين رئيسة كان أولها في
مقطعه الأول ( تصوير انتصار الحق و الفرح به ) فخاطب الحرية بكل
شموخ و دعاها للتباهي و السمو في احتفالها بعودتها إلى منبتها تستقي
التضحيات الكثيرة التي أسقطت المشاريع الاستعمارية و شتّتها ضعيفة
كليلة مندثرة أمام صمود الحقّ الجبار . ثم يتابع النسج بخيطه الذهبي
ليحيك المقطع الثاني بعنوان ( الإشادة بالماضي المجيد و أبطاله )
فالبلاد هنا موطن الهدى و إشراقة النور .. منبع المروءات التي ملأت
الدنيا لأنها بحماية الشاب العربي الأبيّ الشهم باني أمجادها، أمجاد
لا تعلو دون بذل الكثير لذلك ختم في مقطعه الثالث بأبهى زينة
( تمجيد التضحيات من أجل الحرية ) فألق النصر لا يشع إلا ببريق
الدم النقي بعد طول انتظار كثمن للحرية ثمن غالٍ جداً كان الشعب
السوري لها كالجبل صمودا فالعزة في الآرض لا تشرق إِلَّا بسواعد
أبنائها .
من كل ذلك نرى كيف أن آبا ريشة كان إبداعيا من خلال تجدد معانيه
و طرح رؤاه . معتمدا النمط السردي الوصفي نراه في مقطعه الثاني كان
مرتكزا على السرد من خلال استعمال الأفعال الماضية لتثبيت ما حصل
و ترسيخه " شقّ - تهادى - انتشى " و غلبة الأسلوب الخبري
" شق الهدى أكمامه " . متابعا في مسيرته الاحتفالية معتمدا على الصفات
المشبهة للتدليل على أنها صفات ثابتة في كل من البطل العربي و المحتل
فالفارس العربي " أصيد - آبيٌ " و المحتل " كليل - لين "
أي اتصاف العربي بالحرية و الإباء راسخ رسوخ الجبال ، مستمر و ثابت على مرّ الزمن
زمن احتاج إلى حركة الضمائر في مقطعه الثاني استعمل ضمير الغائب
كونه يتحدث عن فترة زمنية مضت. غابت عن مسرح الحياة ، و عند استعراضه أحداثا
معاصرة له و هو جزء منها ، و في مقطعه الثالث استعمل ضمير المتكلم ،
و هذا ما أعطى نصه انعطافات ملفتة و شائقة أبرزتها الصور البيانية
التي أبدعها أبو ريشة أثناء استغراقه في نشوة النص و تغنيه بسطوع الحقّ
الذي لا يموت " لا يموت الحقّ " استطاع من خلالها شرح معنى عدم موت الحق
بتصويره كيف صار الغائب كالحاضر ، فأثبت من خلال هذه الصورة استمرارالحق
و عدم موته .
في أبي ريشة لم يمت أي شيء حتى نفسيته رسم من خلالها صورا عكست ما اعترى
الروح فتلونت بلون شعور الفَرِح المعتز مظهرا الزهو الذي أسقطه على التربة ،
صارت التربة تتغنى بالمجد و تزهو بالفرح
" تربتنا لن تزدهي بسوانا" و لأجل هذا الزهو كان لابد من استعمال بعض المحسنات
كالطباق " ضعف - قوة " مسهما في إظهار الفارق الكبير بين الماضي العربي الضعيف
و حاضرهم القوي ..
و طالما معانيه كلها في نطاق الافتخار و تصوير فرح الحرية كانت موسيقاه منسجمة مع
ذلك فالمعتز يكرر كلماته " مولد - مهر " و يستخدم حروفا هامسة للفرح "س- ه --"
و الجناس مكللا أبياته بنغم عذب .
في انسيابية كل ما ورد نرى كيف قطف أزهار أفكاره و أوراق أسلوبه مجانساً المستوى الفكري و الفني ، ليشكل غصنا نضِرا أمتع كل متلقٍّ ، و شاعت قصيدته على الألسنة .
لتحميل الملف اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق