#موضوع_الغزل_حادي_عشر_علمي ص31
الأدب فن من الفنون الجميلة يرتقي بارتقاء المجتمع وينحدر بانحداره، وقد تنوعت الأغراض الأدبية عبر العصور كالمديح والفخر والرثاء والغزل، ولعل هذا الأخير تميز خلال مسيرته بسمات مختلفة تواءم العصر الذي قيل فيه، وقد أبدع الأدباء بغرض الغزل فتراهم #يصورون معاناتهم من العشق وما يلاقونه من آلام الوجد والحب، فالمتنبي مثلاً وصف لنا الحرقة التي كان يشعر بها حين عشق وصار يحس وكأن الموت يقترب منه، كما صار يعذر جميع العاشقين الذين كان يلومهم ، ولم ينس أن يذكر لنا أعراض العشق كاملة من أرق وسهر وحرقة واحمرار في العيون ، ولعل من أصدق ما قاله في ذلك:
أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرق
وجوًى يزيدُ وعَبرةٌ تترقرقُ
جهد الصبابة أن تكون كما أرى عين مسهدة وقلب يخفقُ
ولعل بعض الشعراء اتخذ طريقاً آخر في الغزل حين راح #يصف محاسن المرأة تصويراً حسياً، فيصف شعرها الأسود وجيدها الأبيض ونور وجهها الذي يشبه الصباح، كما يصف لنا ابتسامتها التي تشبه الزهور، أما أسنانها فهي كاللآلئ ، ولئن تتبعت الوصف لوجدت أن العيون كالسهام التي تصيب كل مقتل، وهذا ما فعله بحق ابن زهر حين قال:
سدلن ظلام الشعور ..... على أوجه كالبدور
سفرن فلاح الصباح
هززن قدود الرماح
ضحكن ابتسام الأقاح
كأن الذي في النحور .... تخيرن منه الثغور
سلو مُقلتي ساحري
عن السحر والساحر
وعن نظرٍ حائر
يريشُ سهامَ الفتور... ويرمي خبايا الصدور
وإذا قلبنا النظر في ثنايا معاني شعر الغزل نجد من الشعراء بين #تعلقه الشديد بالمحبوبة بالرغم ممّا يعانيه العشّاق من ألم العشق التي تُحرق الأفئدة حتّى يصلَ العاشق إلى درجة حب هذا الألم وتمجيده وتعلّقه به أشد التعلق، وفي ذلك قول المتنبي حيثُ قال:
جربت من نار الهوى ما تنطفي
نارُ الغضى وتكلّ عمّا تحرقُ
وعذلتُ أهل العشقِ حتّى ذقته
فعجبتُ كيف يموت من لا يعشق
ومع كل ما يعانيه العاشق من الوجد والحرقة والآلام والأوجاع واحمرار في العيون وذهاب النوم عنه بالإضافة إلى لوم الناس، تراه لا #يتوب عن هذا الحب ولا يتراجع عنه ، بل يزيده الألم تعلقاًَ به وإصراراً على مواصلته وتجرع المزيد من الألم وهذا ما نراه في قول شاعرنا ابن زيدون:
ما توبتي بنصوح من محبتكم لا عذب الله إلا عاشقاً تابا
ومجمل القول: نجد من الشعراء من صوّر معاناتهم من العشق، ومنهم من أبرز محاسن المحبوبة، ومنهم من بيّن تعلقهم الشديد بها، وأخير نجد منهم من أكد استمرارهم بالحب على الرغم مما قاسوه.
#موضوع_الغزل_حادي_عشر_علمي ص31
الأدب فن من الفنون الجميلة يرتقي بارتقاء المجتمع وينحدر بانحداره، وقد تنوعت الأغراض الأدبية عبر العصور كالمديح والفخر والرثاء والغزل، ولعل هذا الأخير تميز خلال مسيرته بسمات مختلفة تواءم العصر الذي قيل فيه، وقد أبدع الأدباء بغرض الغزل فتراهم #يصورون معاناتهم من العشق وما يلاقونه من آلام الوجد والحب، فالمتنبي مثلاً وصف لنا الحرقة التي كان يشعر بها حين عشق وصار يحس وكأن الموت يقترب منه، كما صار يعذر جميع العاشقين الذين كان يلومهم ، ولم ينس أن يذكر لنا أعراض العشق كاملة من أرق وسهر وحرقة واحمرار في العيون ، ولعل من أصدق ما قاله في ذلك:
أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرق
وجوًى يزيدُ وعَبرةٌ تترقرقُ
جهد الصبابة أن تكون كما أرى عين مسهدة وقلب يخفقُ
ولعل بعض الشعراء اتخذ طريقاً آخر في الغزل حين راح #يصف محاسن المرأة تصويراً حسياً، فيصف شعرها الأسود وجيدها الأبيض ونور وجهها الذي يشبه الصباح، كما يصف لنا ابتسامتها التي تشبه الزهور، أما أسنانها فهي كاللآلئ ، ولئن تتبعت الوصف لوجدت أن العيون كالسهام التي تصيب كل مقتل، وهذا ما فعله بحق ابن زهر حين قال:
سدلن ظلام الشعور ..... على أوجه كالبدور
سفرن فلاح الصباح
هززن قدود الرماح
ضحكن ابتسام الأقاح
كأن الذي في النحور .... تخيرن منه الثغور
سلو مُقلتي ساحري
عن السحر والساحر
وعن نظرٍ حائر
يريشُ سهامَ الفتور... ويرمي خبايا الصدور.
وإذا قلبنا النظر في ثنايا معاني شعر الغزل نجد من الشعراء بين #تعلقه الشديد بالمحبوبة بالرغم ممّا يعانيه العشّاق من ألم العشق التي تُحرق الأفئدة حتّى يصلَ العاشق إلى درجة حب هذا الألم وتمجيده وتعلّقه به أشد التعلق، وفي ذلك قول المتنبي حيثُ قال:
جربت من نار الهوى ما تنطفي
نارُ الغضى وتكلّ عمّا تحرقُ
وعذلتُ أهل العشقِ حتّى ذقته
فعجبتُ كيف يموت من لا يعشق
ومع كل ما يعانيه العاشق من الوجد والحرقة والآلام والأوجاع واحمرار في العيون وذهاب النوم عنه بالإضافة إلى لوم الناس، تراه لا #يتوب عن هذا الحب ولا يتراجع عنه ، بل يزيده الألم تعلقاًَ به وإصراراً على مواصلته وتجرع المزيد من الألم وهذا ما نراه في قول شاعرنا ابن زيدون:
ما توبتي بنصوح من محبتكم لا عذب الله إلا عاشقاً تابا
ومجمل القول: نجد من الشعراء من صوّر معاناتهم من العشق، ومنهم من أبرز محاسن المحبوبة، ومنهم من بيّن تعلقهم الشديد بها، وأخير نجد منهم من أكد استمرارهم بالحب على الرغم مما قاسوه.
تعليقات
إرسال تعليق