موضوع الاعتذار للصف العاشر .
إن أشد ما يقع على الناس أن يهددوا
من قبل من يحبونهم فيقع هذا التهديد كالصاعقة في نفوسهم ،ويجعل الخوف يدب
في قلوبهم فتضيق منه مسامعهم ويجعلهم في حالة من الاضطراب وها هو الشاعر النابغة
الذبياني يصور أثر تهديد الملك في نفسه فيقول:
أتاني ، أبيتَ اللعنَ ، أنكَ لمتني *
و تلكَ التي تستكّ منها المسامعُ.
-مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ
*و ذلك من تلقاءِ
مثلكَ ، رائعُ.
ولما أيقن الشعراء بهلاكهم لم يقفوا
مكتوفي الأيدي بل راحوا يرسلون اعتذاريتهم محملة بالأيمان المغلظة
نافين التهم عنهم مبينين افتراء الحاسدين
،وبغض المبغضين ،ومنهم الشاعر النابغة الذبياني الذي أقسم للملك أنه قد افتري عليه
وأنه برييء من تلك التهم فيقول:
-لَعَمْري وما عَمْرِي عليَّ بِهَيِّنٍ * لقد
نَطَقَتْ بُطْلاً عليَّ الأقارِع
- أتاكَ امرؤٌ مُسْتَبْطِنٌ لِيَ بِغْضَةً * له مِن
عدوٍّ مِثْلَ ذلك شافِعُ
ُ
كما أن الشعراء كان لديهم الثقة بعفو ممدوحيهم وكرمهم فراحوا يسترضونهم من
خلال مدحهم وذكر فضائلهم و فنرى النابغة الذبياني يشبه الملك كالربيع في العطاء
،وأن المعروف عنده لا يضيع ولا ينكر فيقول:
وأنت ربيع ينعش الناس سيبه * وسيفٌ أعيرته المنية
قاطعُ .
أبى الله إلا عدله ووفاءه فلا النكر معروفٌ ولا العرف
ضائع.ُ
وملخص القول نرى أن الشعراء أجادوا
فن الاعتذار،واتخذوا صورا متنوعة فيه من تصوير أثر التهديد في نفوسهم،واستصفاء
المعتذر منه من خلال الحجح والبراهين التي قدموهالإثبات براءتهم،و كماسعوا إلى وصل
حبال المودة من خلال مدح المعتذر منه والثقة بعفوه.
تعليقات
إرسال تعليق